سورة الأنبياء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


{اقترب للناس} يعني: أهل مكَّة {حسابهم} وقت محاسبة الله إيَّاهم على أعمالهم. يعني: القيامة {وهم في غفلة} عن التَّأهُّب لذلك {معرضون} عن الإِيمان.
{ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} يعني: ما يحدث الله تعالى من تنزيل شيءٍ من القرآن يُذكِّرهم ويعظهم به {إلاَّ استمعوه وهم يلعبون} يستهزئون به.
{لاهية} غافلةً {قلوبهم وأسروا النجوى} قالوا سرّاً فيما بينهم {الذين ظلموا} أشركوا، وهم أنَّهم قالوا: {هل هذا} يعنون محمَّداً {إلاَّ بشرٌ مثلكم} لحمٌ ودمٌ {أفتأتون السحر} يريدون: إنَّ القرآن سحرٌ {وأنتم تبصرون} أنَّه سحر، فلمَّا أطلع الله سبحانه نبيَّه صلى الله عليه وسلم على هذا السِّرِّ الذي قالوه، أخبر أنَّه يعلم القول في السَّماء والأرض.


{قل ربي يعلم القول} أَيْ: ما يقال {في السماء والأرض وهو السميع} للأقوال {العليم} بالأفعال، ثمَّ أخبر انَّ المشركين اقتسموا القول في القرآن، وأخذوا ينقضون أقوالهم بعضها ببعض، فيقولون مرَّةً: {أضغاث أحلام} أَيْ: أباطيلها. يعنون أنَّه يرى ما يأتي به في النَّوم رؤيا باطلة، ومرَّةً هو مفترىً، ومرَّةً هو شعرٌ، ومحمَّد شاعرٌ {فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} بالآيات، مثل: النَّاقة، والعصا، واليد، فاقترحوا الآيات التي لا يقع معها إمهالٌ إذا كُذِّب بها، فقال الله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} بالآيات التي اقترحوها {أفهم يؤمنون} يريد: إنَّ اقتراح الآيات كان سبباً للعذاب والاستئصال للقرون الماضية، وكذلك يكون لهؤلاء.
{وما أرسلنا قبلك إلاَّ رجالاً نوحي إليهم} ردّاً لقولهم {هل هذا إلاَّ بشر مثلكم}. {فاسألوا} يا أهل مكَّة {أهل الذكر} مَنْ آمن من أهل الكتاب {إن كنتم لا تعلمون} أنَّ الرُّسل بشر.
{وما جعلناهم} أي: الرُّسل {جسداً} أَيْ: أجساداً {لا يأكلون الطعام} وهذا ردٌّ لقولهم: {ما لهذا الرسول يأكل الطعام} فأُعلموا أنَّ الرُّسل جميعاً كانوا يأكلون الطَّعام، وأنَّهم يموتون، وهو قوله: {وما كانوا خالدين}.


{ثم صدقناهم الوعد} ما وعدناهم من عذاب مَنْ كفر بهم، وإنجائهم مع مَنْ تابعهم، وهو قوله: {فأنجيناهم ومَنْ نشاء وأهلكنا المسرفين} المشركين.
{لقد أنزلنا إليكم} يا معشر قريش {كتاباً فيه ذكركم} شرفكم {أفلا تعقلون} ما فضَّلكم به على غيركم؟!
{وكم قصمنا} أهلكنا {من قرية كانت ظالمة} يعني: إنَّ أهلها كانوا كفَّاراً {وأنشأنا} أحدثنا {بعدها} بعد إهلاك أهلها {قوماً آخرين} نزلت في أهل قرىً باليمن كذَّبوا نبيَّهم وقتلوه، فسلَّط الله سبحانه عليهم بختنصَّر حتى أهلكهم بالسَّيف، فذلك قوله: {فلما أحسوا بأسنا} رأوا عذابنا {إذا هم منها} من قريتهم {يركضون} يسرعون هاربين. وتقول لهم الملائكة.
{لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه} نَعِمْتُم فيه {لعلكم تسألون} من دنياكم شيئاً. قالت الملائكة لهم هذا على سبيل الاستهزاء بهم، كأنَّهم قيل لهم: ارجعوا إلى ما كنتم فيه من المال والنِّعمة لعلكم تُسألون، فإنَّكم أغنياء تملكون المال، فلمَّا رأَوا ذلك أقرُّوا على أنفسهم حيث لم ينفعهم، فقالوا: {يا ويلنا إنا كنا ظالمين} لأنفسنا بتكذيب الرُّسل.
{فما زالت} هذه المقالة {دعواهم} يدعون بها، ويقولون: يا ويلنا {حتى جعلناهم حصيداً} بالسُّيوف كما يحصد الزَّرع {خامدين} ميِّتين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8